فصل: قال ابن زنجلة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن زنجلة:

سورة طه:
قرأ أبو عمرو طه بفتح الطاء وكسر الهاء قيل لأبي عمرو لم كسرت الهاء قال لئلا تلتبس بالهاء التي للتنبيه وإنما فتح الطاء لاستعلائها ولأنها من الحروف المناعة.
قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر طه بكسر الطاء والهاء وحجتهم صحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه أمال الطاء والهاء عن زر قال قرأ رجل على ابن مسعود طه فقال عبد الله طه فقال له الرجل يا أبا عبد الرحمن أليس إنما أمر أن يطأ قدمه فقال له عبد الله طه هكذا أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قرأ نافع وابن عامر وابن كثير وحفص طه بفتح الطاء والهاء وهو الأصل العرب تقول طاء وهاء ومن العرب من يكسر.
{إذ قال لأهله امكثوا} (10).
قرأ حمزة لأهله امكثوا بضم الهاء وكذلك في القصص على أصل الكلمة وعلى لغة من يقول: مررت به يا فتى وقرأ الباقون بكسر الهاء وإنما كسروا لمجاورة الكسرة وقد بينا في سورة البقرة.
{فلما أتاها نودي يموسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى وأنا اخترتك} (11- 13).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو نودي يا موسى أني أنا ربك بفتح الألف المعنى نودي بأني أنا ربك وموضع أني نصب وقرأ الباقون إني بكسر الألف أوقعوا النداء على موسى فسلمت إني من وقوع النداء عليها فاستأنفوا بها الكلام وكسروا كذا ذكر الفراء وقال المبرد الكسر أقرب لأنها حكاية كلام الله بعد النداء فالتقدير والله أعلم فناديناه بأن قلنا يا موسى إني أنا ربك قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو طوى بغير تنوين وقرأ الباقون بالتنوين قال الزجاج فمن لم ينون ترك صرفه من وجهين أحدهما أن يكون معدولا عن طاو فيصير مثل عمر المعدول عن عامر فلا يصرف كما لا ينصرف عمر والوجه الآخر أن يكون اسما للبقعة كما قال جل وعز في البقعة المباركة من الشجرة ومن ينونه فهو اسم الوادي وهو مذكر سمي بمذكر على فعل مثل حطم قرأ حمزة وأنا اخترناك على معنى نودي أنا اخترناك من خطاب الملوك والعظماء ومن حجته قوله قبله {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} والأصل أننا كما قال: {إنني معكما} ولكن النون حذفت لكثرة النونات والمحذوف النون الثانية في أن الأولى الساكنة والثانيةالمتحركة ف نا في موضع نصب ب أن أن وما بعدها في موضع نصب المعنى نودي موسى أنا اخترناك وقرأ الباقون وأنا خفيفة اخترتك على لفظ التوحيد ف أنا موضعه رفع بالابتداء وخبره اخترتك فالمعنى في القراءتين واحد غير أن هذه القراءة أشد موافقة للخط وأشبه بنسق اللفظ لقوله {إني أنا ربك} 12 فكذلك {وأنا اخترتك}.
{هرون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري}.
قرأ ابن عامر أخي أشدد به بفتح الألف وأشركه في أمري بضم الألف على الإخبار كأن موسى أخبر عن نفسه كما تقول زرني أكرمك وإنما انجزم الفعلان لأن جواب الأمر جواب شرط وجزاء المعنى إن فعلت ذلك أشدد به أزري فإن قيل لم فتح الألف في أشدد وضم في أشركه فقل إذا كان الفعل ثلاثيا كان ألف المخبر عن نفسه مفتوحا وإذا كان الفعل رباعيا كان الألف مضموما ألا تراك أنك تقول شد يشد وأشرك يشرك.
وقرأ الباقون أخي اشدد بوصل الألف وأشركه بفتح الألف على الأمر ومعناه الدعاء أي اللهم اشدد به أزري وأشركه في أمري أي في نبوتي.
{الذي جعل لكم الأرض مهدا}.
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر الذي جعل لكم الأرض مهادا بكسر الميم وفتح الهاء وكذلك في الزخرف وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال إنما المهد الفعل يقال مهدت الأرض مهدا وهي نفسها مهاد كما تقول فرشتها فرشا وهي نفسها فراش وفي التنزيل الذي جعل لكم الأرض فراشا وقال ألم نجعل الأرض مهادا ولم يقرأ أحد مهدا قرأ أهل الكوفة مهدا ذهبوا إلى المصدر فيكون تقدير الكلام الذي جعل لكم الأرض ممهودة مهدا فكيتفي بقوله مهدا من ممهودة والعرب تضع المصادر في مواضع الموصوف فتقول رجل رضى أي مرضي ورجل صوم ويمكن أن يكون مهدا اسما يوصف به الأرض لأن الناس يتمهدونها ويسكنونها فهي لهم كالمهد الذي يعرف فسميت به وقال قوم هما لغتان مثل الريش والرياش.
{فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى} (58).
قرأ عاصم وحمزة وابن عامر مكانا سوى بضم السين وقرأ الباقون بالكسر وهما لغتان أي مكانا عدلا وقيل وسطا بين قريتين.
{لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب} (61).
قرأ حمزة والكسائي وحفص فيسحتكم بضم الياء وكسر الحاء وقرأ الباقون بفتح الياء والحاء قال الفراء هما لغتان يقال سحته وأسحته إذا استأصله وأهلكه.
{قالوا إن هذان لسحران} (63).
قرأ أبو عمرو إن هذين بالياء لأن تثنية المنصوب والمجرور بالياء في لغة فصحاء العرب وأبو عمرو مستغن عن إقامة دليل على صحتها كما أن القارئ في قول الله جل وعز قال رجلان من الذين يخافون مستغن عن الاحتجاج على منازعه إن نازعه في صحة قراءته.
وقرأ الباقون {إن هذان لساحران} بالألف وحجتهم أنها مكتوبة هكذا في الإمام مصحف عثمان وهذا الحرف في كتاب الله مشكل على أهل اللغة وقد كثر اختلافهم في تفسيره ونحن نذكر جميع ما قال النحويون فحكى أبو عبيدة عن أبي الخطاب وهو رأس رؤساء الرواة أنها لغة كنانة يجعلون ألف الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد يقولون أتاني الزيدان ورأيت الزيدان ومررت بالزيدان قال الشاعر:
تزود منا بين أذناه ضربة ** دعته إلى هابي التراب عقيم

قال الزجاج وقال النحويون القدماء ها هنا هاء مضمرة والمعنى إنه هذان لساحران كما تقول إنه زيد منطلق ثم تقول إن زيد منطلق وقال المبرد أحسن ما قيل في هذا أن يجعل إن بمعنى نعم المعنى نعم هذان لساحران فيكون ابتداء وخبرا قال الشاعر:
ويقلن شيب قد علا ** ك وقد كبرت فقلت إنه

أي نعم فإن قيل اللام لا تدخل بين المبتدأ وخبره لا يقال زيد لقائم فما وجه هذان لساحران؟ الجواب في ذلك أن من العرب من يدخل لام التوكيد في خبر المبتدأ فيقول زيد لأخوك قال الشاعر:
خالي لأنت ومن جرير خاله ** ينل العلاء ويكرم الأخوالا

وقال الزجاج المعنى نعم هذان لساحران وقال قطرب يجوز أن يكون المعنى أجل فيكون المعنى والله أعلم {فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى} 62 قالوا أجل تصديقا من بعضهم لبعض ثم قالوا هذان لساحران ويجوز أن يكون اللام داخلة في الخبر على التوكيد.
وقال الفراء في هذان إنهم زادوا فيها النون في التثنية وتركوها على حالها في الرفع والنصب والجر كما فعلوا في الذي فقالوا الذين في الرفع والنصب والجر وقرأ حفص إن هذان بتخفف إن جعل إن بمعنى ما واللام بمعنى إلا التقدير ما هذان إلا ساحران وقرأ ابن كثير إن بالتخفيف هذان بالتشديد وإن تكون أيضا بمعنى ما والأ في هذان هذا أن فحذف الألف وجعل التشديد عوضا من الألف المحذوفة التي كانت في هذا ومن العرب من إذا حذف عوض ومنهم من إذا حذف لم يعوض فمن عوض آثر تمام الكلمة ومن لم يعوض آثر التخفيف ومثل ذلك في تصغير مغتسل منهم من يقول مغيسل فلم يعوض ومنهم من يقول مغيسيل فعوض من التاء ياء.
{فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى} (64).
قرأ أبو عمرو فاجمعوا كيدكم بوصل الألف وفتح الميم أي جيئوا بكل كيد تقدرون عليه أي لا تدعوا منه شيئا إلا جئتم به وهو من جمعت الشيء أجمعه وحجته قوله تعالى قبلها {فجمع كيده} 60.
وقرأ الباقون فأجمعوا بقطع الألف وكسر الميم أي أحكموا أمركم واعزموا عليه قال الشاعر:
يا ليت شعري والمنى لا تنفع ** هل أغدون يوما وأمري مجمع

يريد قد أحكم وعزم عليه.
{فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى} 66.
قرأ ابن عامر تخيل إليه بالتاء رده على الحبال والعصي وقرأ الباقون يخيل إليه بالياء المعنى يخيل إليه سعيها ويجوز أن ترده على السحر وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد سحر ولا يفلح الساحر حيث أتى 69 قرأ ابن عامر تلقف برفع الفاء جعله فعلا مستقبلا فأضمر فاء يكون جواب الأمر كأنه التقدير ألق عصاك فإنها تلقف قال الزجاج ويجوز الرفع على معنى الحال كأنه قال ألقها ملقفة على حال متوقعة كما قال ولا تمنن تستكثر أي مستكثرا وقرأ حفص {تلقف} ساكنة اللام جعله من لقف يلقف وجزم الفاء لأنه جواب الأمر والأمر مع جوابه كالشرط والجزاء وقرأ الباقون تلقف بالتشديد من تلقف يتلقف والأصل تتلقف فحذفوا إحدى التاءين وابن كثير أدغم التاء في التاء في رواية البزي.
قرأ حمزة والكسائي {كيد سحر} بغير ألف وقرأ الباقون كيد ساحر وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال السحر ليس له كيد إنما الكيد للساحر يقوي هذا قوله {ولا يفلح الساحر حيث أتى} وحجة من قرأ بغير ألف هي أن الكيد إذا كان بالسحر جاز أن يضاف إليه لأنه به ومنه ومن سببه قال الله جل وعز والنهار مبصرا لأنه يبصر فيه ومثله كثير {قال ءامنتم له} 71 وقرأ القواس عن ابن كثير وورش وحفص قال آمنتم على الخبر قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر {أآمنتم له} بهمزتين وقرأ الباقون بهمزة واحدة مطولة وقد بينت في الأعراف {فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخف دركا ولا تخشى}.
قرأ حمزة {لا تخف دركا} بجزم الفاء على النهي وسقطت الألف لسكونها وسكون الفاء المعنى لا تخف أن يدركك فرعون ولا تخشى الغرق قال محمد بن يزيد المبرد من قرأ لا تخف فهو على المجازاة التي هي جواب الأمر كأنه قال اضرب فإنك إن تضرب لا تخف كقوله {ادعوني أستجب لكم} وقوله {ولا تخشى} رفع على الاستئناف كما قال سبحانه {يولوكم الإدبار ثم لا ينصرون} فاستأنف وقرأ الباقون لا تخاف دركا بالرفع على الخبر المعنى لست تخاف دركا قال المبرد ومن قرأ {لا تخاف دركا ولا تخشى} فعلى ضربين كما قال سيبويه أي اضرب لهم طريقا غير خائف ولا خاش فيكونان في موضع الحال كقولك انطلق تتكلم يا فتى أي متكلما فامض لا تخاف يا فتى أي غير خائف والضرب الثاني أن يكون على القطع مما قبله فيكون تقديره واضرب لهم طريقا ثم أخبر فقال أنت غير خائف ولا خاش أي لست تخاف.
{يبني إسراءيل قد أنجينكم من عدوكم ووعدنكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبت ما رزقنكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى} [80، 81].
قرأ حمزة والكسائي {قد أنجيتكم من عدوكم وواعدتكم} بالتاء على التوحيد وحجتهما أن الخبر أخرج فيما ختم به الكلام على التوحيد في قوله تعالى فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فكان إلحاقه ما تقدمه بلفظه أولى من صرفه عنه ليكون الكلام خارجا عن نظام واحد وقرأ الباقون بألف ونون وحجتهم إجماع الجميع على قوله فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وقوله {ونزلنا عليكم المن والسلوى} وهن في سياقه وهن أقرب إليه من قوله غضبي فإلحاقه بما قرب منه أولى قرأ الكسائي فيحل عليكم غضبي ومن يحلل بضم الحاء الحرف الأول وبضم اللام في الحرف الثاني المعنى فينزل عليكم غضبي يقال حل يحل إذا نزل وقرأ الباقون فيحل ومن يحلل بكسر الحاء واللام أي يجب عليكم غضبي وحجتهم إجماع الجميع على قوله بعدها: {أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم} 86.
{قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفنها} 87 قرأ نافع وعاصم بملكنا بفتح الميم على المصدر تقول ملكت أملك ملكا وملكا أيضا كما تقول ضربت أضرب ضربا قال حمد بن يزيد المبرد المصدر الحيح هو الفتح والكسر كأنه اسم المصدر وكلاهما حسن وكأن المعنى والله أعلم ما أخلفناه بأن ملكنا ذلك ملكا وملكا قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بملكنا بكسر الميم أي ما أخلفنا بقوتنا أي بما ملكناه والملك اسم لكل مملوك يملكه الرجل تقول هذه الدار ملكي وهذا الغلام ملكي قال الزجاج الملك ما حوته اليد وقد يجوز أن يكون مصدر ملكت الشيء ملكا.
وقرأ حمزة والكسائي بملكنا بضم الميم أي سلطاننا أي لم يكن لنا سلطان وقدرة على أخلافك الوعد.
قرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر والكسائي {ولكنا حملنا} بالتخفيف وذلك أن القوم حملوا ما كان معهم من حلي آل فرعون وحجتهم قوله فقذفناها وكذلك حملنا فيكون الفعل مسندا إليهم كما أن قذفنا مسند إليهم.
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وحفص حملنا على ما لم يسم فاعله أي أمرنا بحملها وحملنا السامري تقول حملني فلان كذا أي كلفك حمله فلما لم يسم السامري رفعت المفعول وضممت أولا الفعل.
{قال يا بنؤم قال بصرت بما لم يبصروا به} [94، 96].
قرأ حمزة والكسائي بما لم تبصروا به بالتاء أي بصرت بما لم تبصر به أنت يا موسى ولا قومك فأخرجا الكلام على ما جرى به الخطاب قبل ذلك وهو قوله {قال فما خطبك يا سامري} 95.
وقرأ الباقون {بما لم يبصروا به} بالياء أي علمت ما لم يعلم بنو إسرائيل وحجتهم في ذلك أن الخبر إنما جرى من السامري لموسى ما كان في غيبته من الحدث عما فعله ببني إسرائيل فخاطب موسى بخبر عن غيب فعله قال يا بن أم وقد ذكرت في سورة الأعراف.
{وإن لك موعدا لن تخلفه} (97).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {إن لك موعدا لن تخلفه} بكسر اللام أي أنت يا سامري قال اليزيدي قوله {لن تخلفه}.
أي لن تغيب عنه على وجه التهدد أي ستصير إليه مريدا أو كارها فلا يكون لك سبيل إلى أن تخلفه فو خبر في معنى وعيد.
وقرأ الباقون {لن تخلفه} بفتح اللام وحجتهم في ذلك أن المعنى في ذلك أن لك من الله موعدا بعذابك على إضلالك بني إسرائيل حين عبدوا العجل لن يخلفكه الله ولكن ينزله فلما كان الموعد مسندا إلى الله جل وعز لم يحسن إسناد الخلف إلى السامري إذ كان الخلف إنما يجري في الكلام ممن وعد لا من الموعود كما قال الله جل وع وعد الله لا يخلف الله وعده وكذلك معنى ذلك لن يخلفكه الله ثم رد إلى ما لم يسم فاعله.
{يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا}.
قرأ أبو عمرو ننفخ في الصور بالنون الله أخبر عن نفسه على أن يكون آمرا بذلك كما يقول السلطان نحن نكتب إلى فلان ومعناه نأمر لا أنه يتولى الكتاب بيده وحجته أن الكلام أتى عقيبه بلفظ الجمع بإجماع وهو قوله تعالى ونحشر المجرمين فجعل ما قبله بلفظه لينسق الكلام على نظام واحد.
وقرأ الباقون ينفخ بالياء على ما لم يسم فاعله المعنى ينفخ ملك الصور في الصور وحجتهم قوله ونفخ في الصور جاء بلفظ ما لم يسم فاعله.
{ومن يعمل من الصلحت وهو مؤمن فلا يخف ظلما ولا هضما} [112].
قرأ ابن كثير فلا يخف ظلما جزما على النهي وعلامة الجزم سكون الفاء وسقطت الألف لسكونها وسكون الفاء وقرأ الباقون فلا يخاف رفعا على الخبر.
{وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} [119].
قرأ نافع وأبو بكر {وإنك لا تظمأ} بكسر الألف على الاستئناف قال الفراء من قرأ وإن عطفا على قوله {إن لك ألا تجوع وإنك لا تظمأ} جعله مردودا على قوله: {إن لك ألا تجوع فيها} [118] وقرأ الباقون: {وأنك لا تظمأ}.
{لعلك ترضى} [130].
قرأ الكسائي وأبو بكر {لعلك ترضى} بضم التاء قال أبو عبيد فيه وجهان أحدهما أن يراد تعطى الرضى ويرضيك الله والوجه الآخر أن يكون المعنى يرضاك الله بدلالة قوله وكان عند ربه مرضيا.
وقرأ الباقون {لعلك ترضى} بالفتح أي لعلك ترضى عطاء الله وحجتهم إجماع الجميع على قوله ولسوف يعطيك ربك فترضى فأسند الفعل إليه فرد ما اختلفوا فيه إلى ما هم مجمعون عليه أولى.
{أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى} [133].
قرأ نافع وأبو عمرو وحفص {أو لم تأتهم بينة} بالتاء لتأنيث البينة وحجتهم إجماع الجميع على التاء في قوله حتى تأتيهم البينة.
وقرأ الباقون {أولم يأتهم بينة} بالياء لأن تأنيث البينة غير حقيقي والبينة في معنى البيان وحجتهم قوله قد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة وقوله {قل إني على بينة من ربي وكذبتم به} أي بالبينة ولم يقل بها. اهـ.